"كير" تدين "الفيتو" الروسي على قرار إنساني لمساعدة السوريين

"كير" تدين "الفيتو" الروسي على قرار إنساني لمساعدة السوريين

 

أدانت منظمة "كير" الدولية بشدة استخدام حق النقض (الفيتو) على قرار إنساني في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ما أدى إلى فشل المجلس في تجديد القرار عبر الحدود، الذي يضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها في سوريا.

وفي الوقت الذي أصبحت فيه الاحتياجات في جميع أنحاء سوريا أكبر من أي وقت مضى، قام مجلس الأمن بإغلاق شريان حياة حيوي يوفر الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والمساعدة الطبية والتعليم وخدمات الحماية الحرجة التي يعتمد عليها أكثر من 4 ملايين سوري في الشمال الغربي، من أجل بقائهم.

وقال بيان "كير": "إنه يوم مظلم في تاريخ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مدى 77 عامًا.. ينص القانون الدولي الإنساني على أنه يحق للسوريين في جميع أنحاء البلاد الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية الحصول عليها، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، لكن من خلال وضع السياسة فوق حياة السوريين، تخلى أعضاء المجلس عن السوريين في جميع أنحاء البلاد.

وأضاف البيان: "هذا القرار سيزيد من المعاناة والخسائر في الأرواح بين السوريين، وخاصة النساء والفتيات، حيث أسفرت 11 عامًا من هذا الصراع عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وحرمان من العدالة، مما أدى إلى تزايد احتياجات السوريين باستمرار".

وفي شمال غرب سوريا، يعاني ما يقدر بنحو 70٪ من السكان من انعدام الأمن الغذائي، ويعاني حوالي 1.7 مليون نازح في ظروف معيشية غير ملائمة أو مزرية، مع الحد الأدنى من الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات الأساسية.

وقال البيان: "إن نقاط الضعف آخذة في الازدياد، وقدرة الناس على التعامل مع هذا الصراع الذي طال أمده آخذة في التدهور، أدت ندرة الموارد المتزايدة مثل المياه، والأزمة الاقتصادية في سوريا وتركيا إلى تفاقم الوضع اليائس، حان الوقت الآن للمزيد وليس أقل".

وأضاف البيان: "جنبا إلى جنب مع شركائنا السوريين المتفانين، تواصل كير تقديم المساعدة للناس في الشمال الغربي، لكننا نشعر بقلق عميق من أنه لا يمكننا توسيع نطاق عملنا بشكل كافٍ أو حتى البدء في سد الفجوات الهائلة التي خلفتها الأمم المتحدة".

وحثت "كير" مجلس الأمن على إيجاد طريقة لتنحية السياسة جانباً، وإعادة تفويض المساعدة عبر الحدود على وجه السرعة وضمان أن حياة الشعب السوري تأتي أولاً.

وقدمت روسيا قرارًا بديلاً للتجديد لمدة 6 أشهر فقط وأيده اثنان فقط من أعضاء المجلس، وهو أقل بكثير من 9 أصوات مطلوبة.

ومن جانبها قالت منظمة العفو الدولية: "الفيتو الروسي سيغلق بشكل فعال شريان الحياة الأخير لما لا يقل عن 4 ملايين شخص في شمال غرب سوريا الذين يعتمدون على مساعدات الأمم المتحدة للبقاء على قيد الحياة".

وأضافت: "لن يؤدي هذا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية فحسب، بل سيؤدي أيضًا إلى كارثة إنسانية حيث لن يحصل الرجال والنساء والأطفال الذين يعيشون في شمال غرب سوريا على الغذاء أو الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الإسكان والمياه والرعاية الصحية".

وتابعت: "الفيتو الروسي اليوم هو لعبة سياسية غير مسؤولة يدفع ثمنها مدنيون سوريون أبرياء، ينبغي لروسيا أن تنضم إلى أعضاء المجلس الـ13 الذين أيدوا التجديد الكامل لمدة 12 شهرًا والامتناع عن استخدام حق النقض ضد تمديد المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لمدة 12 شهرًا".

يذكر أنه تم إنشاء آلية الأمم المتحدة لإيصال المساعدات عبر الحدود بموجب القرار 2165 (2014) للأمم المتحدة وشركائها المنفذين لتقديم المساعدة، دون إذن من الحكومة السورية، ومنذ ذلك الحين، تقدم الأمم المتحدة وشركاؤها المنفذون وكذلك المنظمات الإنسانية الأخرى المساعدة والخدمات مثل الغذاء والماء والنظافة والصرف الصحي والصحة والتعليم والحماية للأشخاص الذين يعيشون في شمال غرب سوريا، بما في ذلك النازحون داخليًا، في جميع أنحاء البلاد، وعلى الحدود من تركيا إلى شمال غرب سوريا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية